سيدنا زكريا والسيدة مريم

سيدنا زكريا لما دخل على السيدة مريم وجد عندها رزقا تعجب سيدنا زكريا والسيدة مريم Frown

أنى لك هذا)

فماذا قالت؟
قالت: هو من عند الله .. لو سئل أحدنا من أين لك هذا القلم ؟
من أين لك هذا الكتاب ؟
تقول: من عند فلان من محل كذا هذا سؤالنا الطبيعي لأن هذه تربيتنا أصلا ؛
لكن السيدة مريم لما قال لها نبي الله زكريا ( أنى لك هذا ) قالت: هو من عند الله

– ليت الأمة تلتزم بهذه العقيدة- كلمة (هو) ما معناها هنا ؟

ستقولون إشارة إلى الأكل والطعام الذي كان عندها ,

كفائدة بلاغية ماذا استفدنا من قولها: هو من عند الله، وكان ممكنا أن تقول: من عند الله ، بدون كلمة هو؟
الجواب: أرادت أن تحبس الرزق على الله جل جلاله فقط.
فهل نحن نفعل مثل هذا؟! الرزق من عند الله، هذه عقيدة

( فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)
سيدنا زكريا لما رأى هذا الرزق عند السيدة مريم في غير موعده كما يقول المفسرون ؟

هل حسدها ؟ هل حقد عليها ؟ هل قال: لماذا يأتيك ولم يأتيني أنا ؟!
هو عنده مشكلة: خائف على الدعوة من بعده (وإني خفت الموالي من ورائي) فأريد أحدا أربيه على الدعوة من بعدي
فلما رأى أن الطعام يخرج من الشجرة في غير موعده حدثته نفسه، تحركت في نفسه أشياء ألا وهي: أن القادر على إخراج الثمرة من الشجرة في غير موعدها هو سبحانه وحده القادر على إخراج الولد من أمه في غير موعده ولذلك قال القران في هذه اللحظة كلمة عجيبة لم ترد إلا تسع مرات(هنالك دعا زكريا ربه ) وهذا شيء غريب، شخص يرى عند أحد طعاما فيتمنى الولدا!! ما علاقة الطعام بالولد؟
هذا ما نريد فهمه من خلال القران؛ أن نعيش معاني القران من خلال البلاغة، فتحركت في نفس سيدنا زكريا عملية المماثلة القادر على إخراج الثمرة من الشجرة في غير موعدها هو القادر على إخراج الولد من أمه في غير موعده، حتى لو كان عقيما ..